ماذا لو تكلمَ الكتاب؟
ماذا لو تكلمَ الكتاب؟
أ.ملاك فوّاز
لطالما كنتُ مصدرًا للعلم والمعرفة في كافّة المجالات، تأرجحَت على سطوري نظرات العديدِ من الفلاسفة والعلماء، أضاءت كلماتي عقول ملايين البشر في الماضي. يتحدّثون عن العولمة وعن أن الكون بأكملِه أصبح قرية كونيّة. ماذا عنّي؟ فأنا من جَمَع العالم كلّه في صفحاته، أنا من تستطيع السّفر عبر كلماته والاستمتاع بمشاهدة أيّة دولة وأي بلد تريد. أنا مَن كان ولا يزال أوفى صديق للإنسان، بإمكاني الذّهاب بعقله ومشاعره خارج حدود المكان والزّمان. بإمكاني أن أكون شاشة عرض سينمائيّة كبيرة لقصص واقعيّة وخياليّة. أنا من يتّخذ الصّمت لحافًا له، أنا من يتّخذ دفء الثّقة والمشاعر نورًا لقلبك عند الحاجة. أنا جسرٌ ينقلك من البؤس الى الأمل لينير دروب العقل. أنا من رائحة أوراقي تبعث فيك لذّة ومتعة لا مثيل لها.
هجروني، للأسف هجروني بعد ظهور الشبكة العنكبوتيّة، الّتي أصبحت مرجعهم الدائم من دون التأكّد من صحّة معلوماتها. خسروا متعة البحث والغوص في أعماقي.
أهكذا تتمّ مكافأتي؟
هذا لسان حال الكتاب في عصرنا، خاصّة في العالم العربي، والّذي سجّل تراجعًا ملحوظًا في العقد الأخير من القرن، فقد غابت المؤلّفات القيّمة عن ساحتنا، وأصبحنا نلجأ لترجمة الكتب الغربيّة بكثافة. لماذا؟
في بحث لشركة ألمانيّة متخصّصة في البيانات، والتّصنيفات الثقافيّة مع صحيفة اندبيندنت البريطانية، جاءت الهند في المركز الأوّل، وتايلند في المركز الثّاني ،والصّين في المركز الثّالث في معدل القراءة الأسبوعي.
"أمّة إقرأ لا تقرأ! "
فلنتفكّر أيّها العرب، خاصّة وأنّنا في أسبوع المطالعة، وعلى مشارف اليوم العالمي للكتاب، والذي يصادف ٢٣ نيسان من كلّ عام.
كيف يمكننا أن نعيد إحياء عادة المطالعة ،وبثّ الروح في الكتاب الّذي مات في نفوس هذا الجيل؟ هذا يقع على عاتقنا كأهل ومدرسة ومجتمع.
أ. ملاك فواز، مدرّبة ومنسّقة روضات