طفلي لطيف ولا يحب أن يؤذي أحد ولا يدافع عن نفسه أيضا... اتبعي هذه الطريقة لحل المشكلة
علمي ابنك الصغير كيف يدافع عن نفسه
لا تقولي لابنك اضرب من ضربك لأنك تعلمينه منطق الغاب واستخدام قوته لحسم المواقف
لا أحد من الآباء يقبل أن يتعرض طفله للاعتداء في الشارع أو لعلقة ساخنة من زملائه دون أن يستطيع الرد، وهذا ما يجعلهم حائرين بين تعويد صغارهم على رد الضرب بالضرب أو العفو عند المقدرة، دون أن يتحول هذا الطفل إلى لقمة سائغة بالنسبة لأقرانه.
بالنسبة للطفل الصغير يرتبط تعلم أصول الدفاع عن النفس بمدى قدرة الوالدين على تربيته على تقدير ذاته وحمايتها من كل ما يهدد كرامته واعتباره، ذلك أن الطفل الذي يحمل مفهوما سلبيا عن ذاته، وإحساسا بالنقص وقلة القيمة، قلما يكون في وضعية تخول له الدفاع عن نفسه بالطرق السلمية المشروعة، لكن دون أن يعني تقدير الذات واحترامها احتقار الآخرين والتعالي عليهم وتجاوز الحدود.
ومن هذا المنطلق يجب أن يحرص الآباء على إكساب طفلهما عددا من المهارات النمائية التي تؤكد حضوره المتوافق في كل علاقة تفاعلية مع أقرانه، وفي طليعتها الاستقلالية، وإبداء الرأي، والمبادرة، والتفاوض، والحوار، والمواجهة البناءة… وكل طفل يفتقد هذه المقومات لن يستطيع تدبر النزاعات التي تقع بينه وبين أقرانه، أو الاعتداءات التي يتعرض لها، ومن المحتمل أن يرد عن أي إحساس بالظلم أو الاعتداء الذي يتعرض له إما بتقبل الهزيمة المرة والاستسلام للآخر في خضوع تام وتبعية ساحقة، وإما بالرد العنيف موظفا مبدأ «الهجوم خير وسيلة للدفاع».
ليس كل الأطفال مؤهلين للدفاع عن أنفسهم حينما تدعو الضرورة إلى ذلك. وهذا العجز يرجع إلى عوامل كثيرة تختلف من حالة لأخرى .إن الطفل الذي يخضع للتدليل لا يقدر عادة قيمة الأشياء التي يحصل عليها، فيتعود على أن يأخذها منه الآخرون بأقل جهد، بل يتعود أن يُمس في قيمته واعتباره، فيُضرب ولا يقاوِم، ويُنهر ولا يحتج، إلى غير ذلك.
وإلى جانب الافتقار إلى هذه المهارات يمكن اعتبار الخوف من مقاطعة أصدقائه له من العوامل الأساسية التي تفسر سلبية الطفل وعدم دفاعه عن نفسه، خصوصا إذا كان تعلقه باللعب مع الأقران قويا يجعله يخاف إبلاغ أبويه بما يتعرض له من اعتداء.
في هذا الصدد تلعب التربية دورا حاسما في تشكيل نمط شخصية الطفل، لأنها ترسي دعائم الشخصية وتوجه الطفل نحو سلوك محدد. كما أن غياب جو الحوار داخل البيت الذي يتعلم الطفل فيه قواعد الأخذ والعطاء وإبداء الرأي واقتسام الأفكار والأشياء، وتأخر خروج الطفل للعب مع أقرانه يفوت عليه فرصا مهمة للتأقلم مع عالم الصغار وما يفرزه ذلك من مشاحنات وصراعات تعطي الأولوية للأطفال الذين سبقوه في ذلك، وبذلك يصبحون أكثر تحكما وتوجيها للطفل حديث التواجد معهم
نصائح للأمهات
- > إذا تعرض صغيرك لاعتداء لا تنفعلي ولا توجهي إلى طفلك أي لوم أو نقد، استمعي إليه بهدوء وشجعيه ليحكي لك ما حدث، وطمئنيه أنك موجودة حين يحتاج إليك، ساعديه ليتصرف بمفرده وأثني على قدرته في حل الأمر بطريقة سلمية، وأعطيه الأمان والحب وليس التدليل.
-
> يمكنك أن تعلميه بعض فنون الدفاع عن النفس (الكاراتيه – الكونغ فو – الجودو)،
- > شجعيه على البقاء في الأماكن الآمنة المكشوفة التي بها جمع من الناس فهذا أكثر آمانا له حتى لا يكون فريسة سهلة للمعتدي.
- > لا تجعليه يخفي الاعتداء عليه كما لو أنه دليل ضعفه لأن هذا يزيد الأمر سوءاً ويزداد الاحتمال بعدم القدرة على المواجهة مستقبلاً.
- > دعي طفلك خلال المشاكل الصغيرة ليتصرف بنفسه حتى يعتاد التفاوض ورد العدوان والتفاهم والتعامل. لكن في الحالات التي يتعرض فيها لعدوان أشرس من أن يرده بمفرده لا بد من تدخل الكبار.
- > لا تقولي له اضرب من ضربك أو أسقط من أسقطك لأنك تعلمينه حينئذ منطق الغاب وستكونين أول من يشتكي، لأنه سيطبق عليك نفس القاعدة وهي أخذ ما يتصور أنه حقه بيده.. وعندما يعلو صوته ويقوى ساعده فلن تستطيعي أن توجهيه بأي صورة لأنه قد تعلم أن يستخدم يده في حسم المواقف وألا يحترم نظاما أو قانونا.