قصة مثل :كان في الجرة وطلع لبر

قصة مثل : ( كان في الجرة وطلع لبرة ) ، الجره غالبا ما تكون من الفخار أو المعدن ، وهذا ما عرفه الأقدمون وسموها باسمها جرَّة الفخار ، استعملها الناس لحفظ الاشياء لمدد طويله مثل النقودالذهبية النفيسه ويدفنوها في الأرض خوفا من السرقة ، والجرة لحفظ الزيت وخاصة زيت الزيتون والعديد من الاطعمه والحبوب والخمور وجرة فخار الخمور ، كما تستعمل لنقل المياه وحفظه للشرب ، فالأشياء التي توضع في الجرَّة الاتتأثر أوتتلف وتظل كما هي ، بل تزداد حسنا وجمالا ..

وفي القصص الخرافية ، أنَّ الجني كان مسجونا أو محبوسا في جرة من النحاس الصلب ضيقة صغيرة رطبة ومظلمة وعفنه ، وتلقى الجرة بمن فيها في قاع البحر كعقوبة له ، ويبقى الجني لعدة قرون ليخرجه صياد عن طريق الصدفة ، أو انكسرت الجرة، فيخرج الجني حرَّا طليقا ينعم يحياة حرة طليقة لم يتعود عليها خلال فترة سجنه الطويل ، فيصبح يتخبط في تصرفاته التي لم تكن عقلانية ، ويرى أنه لا سلطة فوقه ، ولا يجد من يردع قدراته الخارقة ، فيكون في نظر أقرانه من الجن أنه غير طبيعي ، لكن تخيلوا معي لو تم وضع أو أسِر انسان بدل الجني ووضعه في جره لعدة سنوات اواشهر ، فماذا سيحدث له بعد خروجه حيا ، بعد حبسه في الجره بالتاكيد سيتخبط ، ويهرول في كل الاتجاهات ، ويهذي بطريقه غير مفهومه ، كانه اصيب بهوس ، فالمقصود من المثل : أن ذلك الإنسان كان في الجرة يتحرك في مساحة ضيقة للغاية ، محدودة بالكثير من القيود ، ثم فجأة خرج إلى سعة شديدة، لم يكن معتادًا عليها، أو مستعدًا لها، ليتعامل معها على النحو الأمثل ، ويضرب المثل لمن كان فقيرا معدما ووقع على كنز فجأة واغتنى ، كأنه خرج من الجرة ، فيصبح يتخبط في معاملاته مع الناس ويحكي حكايا غير مفهومة ، بسبب أنه بغناه تعالى علىهم وعلى الأقربين أو المقربين لديه . فيُقال ليصف التغيير السريع الذي يتعرض له شخص ما في فترة وجيزة حتى لا تستوعبها العقول الجمعية للناس.