ما هي الفروقات بين الإدارة المبنية على الجودة والإدارة التقليدية؟

 

د.قاسم زين

      إن نجاح المؤسسات في أداء عملها وتمييزها وجعلها في مصاف المؤسسات التي تصنّف تحت مسمّيات حديثة تحاكي التطورات التي طرأت على عصرنا الحالي، وأضحت الإدارة الحديثة والمبنية على الجودة من أكثر المفاهيم والفلسفات الفكرية التي استحوذت على الإهتمام الواسع من قبل الباحثين والإداريين والذين يعنون بشكل خاص بتحسين الأداء الإنتاجي والخدماتي في مختلف الإدارات (كافي، 2018)، إلا أنه يوجد إختلاف ما بين الدور الذي تقوم به الإدارة المبنية على الجودة والدور الذي تقوم به الإدارة التقليدية من حيث تعدد الفروقات الموجودة بينهما على مختلف المجالات والمستويات، ومن الممكن إختصار هذه الفروقات من خلال المستويات التالية:

- على مستوى الهدف: تعمل الإدارة التقليدية على رفع نسبة المخرجات كماً، بينما تعمل الإدارة المبنية على الجودة على تحقيق مخرجات كمًا وكيفًا، وتلبية حاجات المستفيد ورغباته في أعلى مستوى من الجودة.

- على مستوى الهيكل التنظيمي وتوزيع السلطة: تعتمد الإدارة التقليدية على القرارات العمودية أي من الأعلى إلى الأسفل والسلطة تكون مركزية، أما الإدارة المبنية على الجودة فتعتمد السلطة اللامركزية وهيكلية الإدارة وإصدار القرارات أفقياً بالتنسيق والتوافق والتعاون والتشاور.

- على مستوى التخطيط: تركّز الإدارة التقليدية في وضع خططها على المدى القصير، بينما تقوم الإدارة المبنية على الجودة في خلق توازن وتكامل ما بين خطط قصيرة المدى وطويلة المدى إستناداً إلى ما تم ذكره في الفقرة السابقة من تنوع في تحديد الأهداف إستناداً إلى تصنيفها حسب آجالها الزمنية وبشرط الوصول إلى النتيجة التي عملت الإدارة جاهدة لتحصيلها بالجودة المطلوبة.

  • على مستوى أسلوب العمل: في الإدارة التقليدية يكون العمل بشكل فردي ويتخذ الطابع الشخصي، أما بالنسبة للإدارة المبنية على الجودة يكون العمل بشكل جماعي بين الأفراد والتعاون هو السائد بين أفراد المؤسسة.
  • على مستوى السياسات والإجراءات: في الإدارة التقليدية تتسم السياسات والإجراءات بالحدّية بينما تتسم بالمرونة في الإدارة المبنية على الجودة.
  • على مستوى التطوير والتحسين: في الإدارة التقليدية يطغى الطابع الروتيني على العمل وينتاب الأفراد الخوف من التحسين والتطوير، بينما تتميز الإدارة المبنية على الجودة بضرورة التطوير والتحسين المستمر والتقويم.
  • على مستوى الأفراد: نظرة الإدارة التقليدية للأفراد العاملين نظرة محدودة، لا تقوم على الثقة بهم ولا على إشراكهم في إبداء آرائهم وتقديم مقترحاتهم. بينما الإدارة المبنية على الجودة تنظر للفرد على أنه موضع ثقة وشريك، وليس مجرد عامل في المؤسسة أو المنظمة، فتقدم له الإهتمام اللازم حتى يعطي هو بالمقابل كل ما لديه.
  • على مستوى التوجه: تتجه الإدارة التقليدية نحو الإنتاج، بينما تتجه الإدارة المبنية على الجودة نحو الزبون والإنتاج الذي يناسبه.
  • على مستوى نظرة المرؤوسين للرئيس: في الإدارة التقليدية تكون نظرة المراقب بناءً على الصلاحيات، بينما في الإدارة المبنية على الجودة فإن النظرة للرئيس نظرة المدرب والمعلم والموجه.
  • على مستوى مجالات الإهتمام: في الإدارة التقليدية يكون الإهتمام بحفظ البيانات التاريخية فقط، بينما في الإدارة المبنية على الجودة يتم تسجيل أو مكننة البيانات ومعالجتها وتحليل النتائج وتفسيرها وإجراء المقارنات، وهذا ما يساعد في اتخاذ القرارات الصائبة والمرتكزة على البيانات الدقيقة.

   نستنتج من هذا المقال، إن الإدارة المبنية على الجودة تقوم برفع كفاءة وفعالية أداء العاملين في المؤسسة، ويتضح ذلك من خلال جودة جميع الأعمال التي تقوم بها المؤسسة وفي مقدمتها وضع الخطط الإدارية والإنتاجية، والتي سوف تؤدي إلى تحقيق عدد من الفوائد أهمها زيادة الإنتاجية وتخفيض تكلفة الأداء وتحسين مستوى العمل أو الخدمة التي تقدمها للمستفيد، إضافة إلى العلاقة القائمة ما بين الإدارة والموظفين وما بين الموظفين والمستفيدين لتنتقل من طور التقليد إلى طور التقدم والتطور وهذا ما يجب تطبيقه في أي مؤسسة تربوية خصوصاً في العمل الإداري للمؤسسات التربوية، لأن جودة العملية الإدارية في المؤسسة التربوية تعتبر حجر الزاوية بالنسبة إلى تحقيق جودة المنتج .

لذا، فإن ثقافة الجودة وتطبيقها من قبل الجهاز الإداري تختلف إختلافًا جذريًا عن الثقافة الإدارية التقليدية، وبالتالي يلزم إيجاد هذه الثقافة الملائمة لتطبيق مفهوم الجودة في الإدارات والعمل بها بما يتناسب مع التطور التكنولوجي واحتياجات العصر الحديث.

  • المراجع
  • كافي، مصطفى. (2018). الاصلاح والتطوير الاداري بين النظرية والتطبيق. سوريا: دار ومؤسسة رسلان للطباعة والنشر والتوزيع.