اللحظات الأخيرة لـ”قارب الموت”… ومن هو تاجر الموت
كادت نهاية العام المنصرم أن تتحول إلى مأساة جديدة، لولا السرعة القياسية للجيش اللبناني في التحرّك، بعدما وقّت تجار الموت عبر قواربهم، موعد انطلاق رحلتهم إلى المجهول مع نهاية العام.
لقد أنقذ الجيش عشرات لا بل مئات المهاجرين غير الشرعيين قبالة شواطئ سلعاتا بينما توفي شخصان، وفي المعلومات أنّ 234 مهاجراً على متن قارب شبيه بالقارب الذي ما زال في أعماق البحر قبالة طرابلس، أمضوا ساعات من الرعب والهلع بعدما تعطّل بهم القارب عند تجاوزه المياه الإقليمية اللبنانية إلّا أنّ الحظ بالنجاة لم يحالف سيدة وطفلة سقطتا مجدداً من قارب الإنقاذ التابع لقوات «اليونيفيل» البحرية بعدما تمكّن من انقاذهما.
غير أنّ سرعة تدخل بحرية الجيش اللبناني وحرفيتها منعت من وقوع كارثة رهيبة، ولكان جميع من على متن القارب الذي بالكاد يستطيع حمل بضعة أشخاص في عداد الضحايا، وتمكّن الجيش من إنقاذ 232 طفلاً وسيدة وشاباً، بينما حال خطأ تقني لزورق «اليونيفيل» دون انقاذ السيدة والطفلة بعدما انقلب بهما مجدداً.
أمّا تاجر الموت الذي ما زال متوارياً بعدما أوقفت المخابرات عدداً من أقربائه، هو عبد الرزاق الهزراوي (أبو رامي) الذي أتى بالعدد الأكبر من المهاجرين من سوريا قبل ليلة واحدة بعدما حضّر لرحلة الموت قبل فترة، ونقلهم مع عائلات سورية أخرى موجودة في لبنان إضافة إلى سبعة لبنانيين وخمسة عراقيين وفلسطيني، إلى نقاط مختلفة على الشاطئ الشمالي، والقسم الأكبر منهم نقل إلى نفق شكا القديم ليل الجمعة – السبت حيث تولت زوارق صغيرة نقل المهاجرين فجر السبت إلى المركب الذي كان ينتظر في عرض البحر مقابل سلعاتا، والطرقات الترابية عند النفق القديم توصل إلى نقاط بحرية يسهل على المراكب الصغيرة الإنطلاق منها.
وفي اعترافات بعض الناجين أنّ تاجر الموت تقاضى عن كل شخص ستة آلاف دولار أميركي، وتمّ ترحيل 194 سورياً من المهاجرين غير الشرعيين من مرفأ طرابلس إلى سوريا، كما أوقفت مخابرات الجيش 7 من أقرباء تاجر الموت الذين كانوا على متن المركب، علماً أنّ السيدة التي توفيت هي والدة المهرب الهزراوي. وفي ذلك أيضاً صدفة وعبرة.